.

Unlimited Free Image and File Hosting at MediaFire Unlimited Free Image and File Hosting at MediaFire

الجمعة، 9 يوليو 2010

تكست - العدد الرابع - بورتريه حياة يؤطره الجهل


Unlimited Free Image and File Hosting at MediaFire



حسام السراي



لانهايةَ كما لابداية َهُنا
الممحاةُ ماضيةٌ في الإلغاء
و المحوُ انبلُ الصفاتِ وأيسرُها
في تشابهِ صيروراتِنا بالتوازي مع خطِ الأقدارِ .

متعددةٌ ،متناقضة ٌ،متخاصمةٌ ،متصارعة ٌ....
اطلاقُ أهواء لم يكنْ حبيسَ معنى وجود الجنودِ الأجانبِ
يتلـّبسُ كلّ فيءٍ وسرابٍ وناصيةٍ وشاطىءٍ
والنهرانِ الحزينانِ يضيقان ذرعاً بعدائهما لاستمرارِ حربِ الاصطلاحاتِ.

المفاجآتُ تبحثُ عن شبر تحطُ فيه دائما
والدهشةُ المؤقتةُ تودعُ المكانَ لبطالتـِها المُقنّعةِ؛
اذ تكرهُ مزاحمةَ الاسيويّين وهمْ يستبدلون تشوّهات الأبنيةِ والطرقاتِ ببضعّةِ دولاراتٍ.
شمالٌ ، جنوبٌ، شرقٌ ،غربٌ، لازمانَ للمرآةِ،
فالذاتُ تترّنحُ في كلِّ العباراتِ المستهلكةِ ......

صبيةٌ يهلـّلون للسلاحِ قبلَ كوبِ حليبٍ في الصباحِ
أوتادُ ارثٍ تسقطُ تِباعاً
و درسُ الوطنيّةِ يدوسُ المتبقي من نقاء التاريخِ ومعنى التحررِ.

أخوةٌ يعبرون الغموضَ بسلالمَ منْ رمالٍ ،
أمهاتُ يودّعن الأحضانَ على طولِ ترّقبٍ قاحلٍ وعندَ عتباتِ خشيةٍ تخلـُقـُها الإستعاداتُ بمللٍ.
مجيءٌ وذهابٌ ،في اتفاقٍ
نازحونَ وعائدونَ ،في تيهٍ جديدٍ..هم الخاسرون أينما ولـّوا ،
والمدينةُ تنفرطـُ الى مُدنٍ ساهيةٍ ؛ طريقـُها يشّي بالتندّرِ لذاك المصيرِ ..
بينما شاختْ ..الآلهةُ لم تعدْ في وسطـِها،
وقبل أن تُحدثـُهم نفوسُهم ،الآلهةُ الكبارُ،أرسلوا الينا طوفانـَهم.
في أوّل هذا الدرب،حدودٌ خطتْ طولـَها وعرضَها خرائطـُ للمنفيّين ومحطاتٌ للسائرين ،
وللطريقِ صوبَ دمشق دورتُه،
لاتكتملُ،لاتملُّ،لاتهدأُ،لهُ أبناءٌ أسماهم عقودا ونفخَ فيهم لعنةً خبأها في يوم ٍ ما...
أنْ مزيدا غادروا واياكم والإنتماءُ للمألوفِ ،فهو مفسدة ٌ للباحثين عنْ الخطايا البريئة وأهلِها.
كمالُ الدورةِ واقفالـُها محال ٌ
والعائدون ليسوا بأكثرَ من المغادرين
وما منْ مشكلةٍ بركوبِ آلاف جوازاتِ السفرِ للبرِ والبحرِ والجوِ،مادامتْ الكينونةُ على دينِ الإرتحالِ .
الجوازاتُ تدخلُ أراضٍ غريبةٍ
تصلّي على أكبر أختامِ رجالِ الامنِ في معابرِهم الحدوديّةِ ،فتنصاعُ لعبادة ٍجديدةٍ، والعناءُ الرافدينيّ ينتهرُ هدوء الحاراتِ الضيقةِ
انّها مكابدة ٌ لراقدين في الصمتِ .
سبلٌ اضاعتْهم فوجدوها ثمّ ماتوا وهم لايرزقون بنسمةٍ منْ الرحمةِ،
مثلُ حياةٍ تقتربُ من بدايتِـها فيحتضنُها الزوالُ ،لتوئد الحقيقةُ من جديدٍ ،بين المكانِ واللامكانِ .
دمشقياتٌ يحفرن بخطواتـِهن في ذاكرةِ المدنيّةِ المهزومةِ في بغداد
ليلٌ شاميّ يفتّشُ عن تائهين أقسموا بصحبّته ،
فأضاعِ وثيقة سفرِه لئلا يغادرهم،
فهو عطوفٌ وهم مساكين لم يعرفوا ...هلْ أضاعوا الطريقَ الى الله أم لمْ يجدوه في وضحِهم بالمرة؟،
والنهاراتُ تفصحُ عن خواء العبورِ بلا أسئلةٍ عن سرِّ الوجودِ واحتمالاتِ تأويلاتـِه.
الوقائعُ والوقوعاتُ...
كرسيُّ اعترافٍ جوالٍ يطوفُ أخيلةَ الصاعدين والنازلين ،في آنٍ يتدّلى برمادِ الخوفِ
ملتّهما الأعينَ كالهشيمِ...
لهبٌ ينتفضُ لفجيعةِ اللاّمبالاةِ واللاجدوى من انتظارِ التسامحِ وصدِ التكرار ِ لسأمٍ قديمٍ يتغذّى على فضائلِ الخنوعِ
وصورةُ الندمِ تتلاشى بتفرّدِ الصدماتِ
مصحوبةً بوداعٍ أبديّ لمنْ يراجعُ خساراتـِه
على وقـْعِ خطى الإندثارِ،
حيثُ لامجالَ للإمساكِ باللّحظةِ ان قررتْ أن تُعلّي من زمنٍ يطوفُ قنوعاً
بألاّموتَ لمن يموتُ بالرؤيا كلّ صباحٍ
فالحياةُ ممنوحةٌ لهباء يؤطرُه الجهلُ اذا احتالَ على الأجفانِ والقلوبِ
وابتلاها بالدفنِ في قبابِه..


* شاعر عراقي


دمشق 20 اب 2009


للعـودة للصفحــة الرئيســــــــــــة - العــــدد الرابـع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق