أوبرا المطبخِ
قميصٌ لآذارَ
* طارق الكرمي
هلْ لي أكهَنُ..لماذا القِطُّ (القِطّةُ) منذُ أيامٍ يموءُ..الطّيرُ تنقرُ فيروزةَ السّماءِ..النّهدُ يُطلِقُ زهرَتَهُ..يجتلي الطّحلبُ قارّتَهُ بينَ الحجرِ والماءِ..أسمعُ أنامِلَ تُذبذِبُ نُسغَها..أسمعُ أنفاسَ العشبِ عميقاً..أفواهَ زهرٍ يتثائبُ..الأحجارَ تنهبُ نبضي..أحداقَ الفتياتِ وهي تتفتّحُ إلى آخرِ اللّوزِ..النّملَ يُقيمُ المارشَ..أنا أعرفُ (هلْ لي أنْ اعرِفَ) أنَّ هذا هوَ آذارُ حقّاً..سريرُ آلهةٍ تتقلّبُ في نومَتِها..إذاً ألهذا يموءُ القِطُّ..النّهدُ يُطلِقُ زهرَتَهُ..الطّيرُ تنقِّرُ..يتنفّسُ العشبُ وتنبِضُ الأحجارُ..إلخ.. عندَ أقدامِ الرّبيعِ في هذي الجوقةِ (الصّلواتِ) على مسرحِ آذارَ..وماذا لو لمْ يتنبه الرّبيعُ ليدخُلَ منزِلَ آذارَ..ليهبِطَ (بقميصِهِ البراشوتِ) سدرةَ الرّبيعِ...
*الظّهيرةُ \ طور كرم
حديقةُ منزلِ فتاتي
لديكِ في حديقتِكِ الأكاليبتوسُ المُشاغبُ..لديكِ النّجيلُ يدهنُ سيرةَ قدميكِ ويهديكِ أعصابَهُ..لديكِ الزّهرُ الشّرِهُ يقضِمُ أوراقَ الهواءِ..طاووسُ روائحَ لنْ يتنشّقها سواكِ..كوكتيلُ وردٍ لنْ أسمّيهِ..لديكِ في الحديقةِ الصَّبارةُ تهبُني رنينَ إبرتِها..الفتنةُ التي تنسّكتْ وانتهتْ شجرةً..لديكِ الشّجرةُ التي تُجرِّبُ(خائبةً) أنْ تكونَ أنتِ..لديكِ السّلسبيلُ في أصلابِ مُدّادةٍ..10 أفاعٍ في كفيكِ (تلدغني لأعيشَ..)..لديكِ اللهُ الجنائنيُّ في حديقتِكِ..لديكِ كلُّ الذي لديكِ في حديقةِ منزلِكِ المُعلّقةِ منْ ذؤاباتِ العشبِ..النّملُ الذي يُضيءُ ركنَ الحديقةِ..الطّيرُ التي تنسى عشّها في إبطكِ..وأنا..أنا مَنْ ولِدّتُ على بابِ حديقتِكِ المنزليّةِ..أدُقُّ بوجهي (برأسي) بابَ حديقَتِكِ..أظلُّ اللّيالي كُلَّها أدُقُّ افتحي..لا تترُكيني في البابِ غريباً..دعيني أدخلُ حديقَتَكِ الجنّةَ مرّةً..لأبلُغَ الجحيمَ جنّتَكِ..أدخلُ على خيطِ نبضِكِ الصِّراطَ مُستقيماً.. أدخليني حديقةَ منزلِكِ..كيفَ أدخلُ..وحدَكِ لبابِ هذي الجنّةِ وحدَكِ البابُ..
لا تتركيني لأظلَّ أموتُ على الباب
*صباحاً \ طور كرم
أوبرا المطبخِ
أمّي لا تعرِفُ شيئاً عنِ الهارموني
لمْ تدرُسْ الصّولفيجَ
ليسَ صوتُها أوبيرالياً البتّةَ و
لا تعلمْ عنْ "يوهان باخ" شيئاً
لمْ يكُنْ لها صلةٌ بِ"شوبانَ" و"فيفالدي" ولا غيرِهِ
حقّاً لمْ تُمسِكْ فيولا أو أوبوا في حياتِها
غيرَ أنّها في المطبخِ مليكةُ مفاتيحِ النوطةِ
المايسترو الذي يُمسِكُ بملعقةٍ وشوكةٍ
لِنصغي إلى سونيتاتِ أوانٍ
كونشيرتو طناجرَ وصُحونٍ
نرتقي سلالِمَها الميلودي في أوبِرا المطبَخِ
لما تعزِفُهُ على نارٍ هادِئةٍ/تفنى فصولُ "فيفالدي"..يفنى كمانُ "سترادي فاريوسَ" يذهبُ عالَمُ "باخَ" و "شوبانَ" إلخ..
موسيقى أمّي وحدَها الباقيهْ
صباحاً \ طور كرم
* شاعر فلسطيني
.قميصٌ لآذارَ
* طارق الكرمي
هلْ لي أكهَنُ..لماذا القِطُّ (القِطّةُ) منذُ أيامٍ يموءُ..الطّيرُ تنقرُ فيروزةَ السّماءِ..النّهدُ يُطلِقُ زهرَتَهُ..يجتلي الطّحلبُ قارّتَهُ بينَ الحجرِ والماءِ..أسمعُ أنامِلَ تُذبذِبُ نُسغَها..أسمعُ أنفاسَ العشبِ عميقاً..أفواهَ زهرٍ يتثائبُ..الأحجارَ تنهبُ نبضي..أحداقَ الفتياتِ وهي تتفتّحُ إلى آخرِ اللّوزِ..النّملَ يُقيمُ المارشَ..أنا أعرفُ (هلْ لي أنْ اعرِفَ) أنَّ هذا هوَ آذارُ حقّاً..سريرُ آلهةٍ تتقلّبُ في نومَتِها..إذاً ألهذا يموءُ القِطُّ..النّهدُ يُطلِقُ زهرَتَهُ..الطّيرُ تنقِّرُ..يتنفّسُ العشبُ وتنبِضُ الأحجارُ..إلخ.. عندَ أقدامِ الرّبيعِ في هذي الجوقةِ (الصّلواتِ) على مسرحِ آذارَ..وماذا لو لمْ يتنبه الرّبيعُ ليدخُلَ منزِلَ آذارَ..ليهبِطَ (بقميصِهِ البراشوتِ) سدرةَ الرّبيعِ...
*الظّهيرةُ \ طور كرم
حديقةُ منزلِ فتاتي
لديكِ في حديقتِكِ الأكاليبتوسُ المُشاغبُ..لديكِ النّجيلُ يدهنُ سيرةَ قدميكِ ويهديكِ أعصابَهُ..لديكِ الزّهرُ الشّرِهُ يقضِمُ أوراقَ الهواءِ..طاووسُ روائحَ لنْ يتنشّقها سواكِ..كوكتيلُ وردٍ لنْ أسمّيهِ..لديكِ في الحديقةِ الصَّبارةُ تهبُني رنينَ إبرتِها..الفتنةُ التي تنسّكتْ وانتهتْ شجرةً..لديكِ الشّجرةُ التي تُجرِّبُ(خائبةً) أنْ تكونَ أنتِ..لديكِ السّلسبيلُ في أصلابِ مُدّادةٍ..10 أفاعٍ في كفيكِ (تلدغني لأعيشَ..)..لديكِ اللهُ الجنائنيُّ في حديقتِكِ..لديكِ كلُّ الذي لديكِ في حديقةِ منزلِكِ المُعلّقةِ منْ ذؤاباتِ العشبِ..النّملُ الذي يُضيءُ ركنَ الحديقةِ..الطّيرُ التي تنسى عشّها في إبطكِ..وأنا..أنا مَنْ ولِدّتُ على بابِ حديقتِكِ المنزليّةِ..أدُقُّ بوجهي (برأسي) بابَ حديقَتِكِ..أظلُّ اللّيالي كُلَّها أدُقُّ افتحي..لا تترُكيني في البابِ غريباً..دعيني أدخلُ حديقَتَكِ الجنّةَ مرّةً..لأبلُغَ الجحيمَ جنّتَكِ..أدخلُ على خيطِ نبضِكِ الصِّراطَ مُستقيماً.. أدخليني حديقةَ منزلِكِ..كيفَ أدخلُ..وحدَكِ لبابِ هذي الجنّةِ وحدَكِ البابُ..
لا تتركيني لأظلَّ أموتُ على الباب
*صباحاً \ طور كرم
أوبرا المطبخِ
أمّي لا تعرِفُ شيئاً عنِ الهارموني
لمْ تدرُسْ الصّولفيجَ
ليسَ صوتُها أوبيرالياً البتّةَ و
لا تعلمْ عنْ "يوهان باخ" شيئاً
لمْ يكُنْ لها صلةٌ بِ"شوبانَ" و"فيفالدي" ولا غيرِهِ
حقّاً لمْ تُمسِكْ فيولا أو أوبوا في حياتِها
غيرَ أنّها في المطبخِ مليكةُ مفاتيحِ النوطةِ
المايسترو الذي يُمسِكُ بملعقةٍ وشوكةٍ
لِنصغي إلى سونيتاتِ أوانٍ
كونشيرتو طناجرَ وصُحونٍ
نرتقي سلالِمَها الميلودي في أوبِرا المطبَخِ
لما تعزِفُهُ على نارٍ هادِئةٍ/تفنى فصولُ "فيفالدي"..يفنى كمانُ "سترادي فاريوسَ" يذهبُ عالَمُ "باخَ" و "شوبانَ" إلخ..
موسيقى أمّي وحدَها الباقيهْ
صباحاً \ طور كرم
* شاعر فلسطيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق