.

Unlimited Free Image and File Hosting at MediaFire Unlimited Free Image and File Hosting at MediaFire

الأربعاء، 30 يونيو 2010

تكست العدد الرابع - وليم فوكنر الحصان الجامح - مجيد حميد جاسم

أوراق للريح


وليم فوكنر ... الحصان الجامح

*أ.د ـ مجيد حميد جاسم


وليم فوكنر ( 1897 ــ 1962 ) قامة باذخة في سفر الأدب الأميركي بخاصة والأدب العالمي على نحو عام . هذه القامة الباذخة ألقت بظلالها على خارطة الإبداع الاميركي لينشر تأثيرها منها بعد ذلك إلى خارطة الإبداع الروائي العالمي , كان لروايات فوكنر الخطيرة اثر مهم وحيوي في عقول روائيي العالم , بيد انه جعل يعالج موضوعة السود في الجنوب الاميركي ولا سيما المسيسيبي . كان الجنوب مشهورا بزراعة القطن , وكان الامريكيون السود هم العمود الفقري لشيوع هذا النوع وبخاصة وبالتالي .

ومن نافلة القول إن فوكنر حن كان يتناول موضوعة زراعة القطن في الجنوب الاميركي لم تكن هذه الموضوعة هي الموضوعة الرئيسية في رواياته وإنما الصراعات والاختلافات التي تدور في حنايا تلك البيئة هي التي كانت تشكل الموضوعات الرئيسية لتلك الروايات . وقد ساد في تلك الاونة العديد من الموضوعات التي تعكس بدورها ما كان يدور في ثنايا المجتمع من الزنى بالمحارم وسرقة جثث الموتى وفقدان القيم العليا في المجتمع لاسيما الشمال الاميركي في الوقت الذي كان الجنوب لا يزال يحتفظ بالقيم الاصيلة للمجتمع .


تأثر فوكنر بمن سبقه أمثال شكسبير وفرجينياوولف وجمس جويس , وسعى لان يعكس تقنية تيار الوعي الزاخر في روايات فرجينيا وولف , وجمس جويس وقصصهما القصيرة ولكنه لم يتأثر بهما تأثيرا اعمى بل انتهج أسلوبه الخاص المتجدد في تعاطيه مع تلك التقنية التي طبعت رواياته كلها بتلك البصمة الخاصة به .


بدأ فوكنر حرفة الأدب شاعرا وقد اصدر ديوانا شعريا , ولكنه سرعان ما انتقل الى السرد لأنه وجد فيه العناصر والقدرة والطاقة الممكنة التي بوسعه ان يجيد التعبير من خلالها فكتب العديد من القصص القصيرة والروايات لاحقا بأسلوب أخاذ وممتع ولكنه صعب , من رواياته الشهيرة التي لا قت استحسان القراء وأرست اسمه بوصفه من عمالقة الفن الروائي في العالم ( الصخب والعنف , نور في آب , الخ... وفي عام 1950 حصل على جائزة نوبل للآداب عن روايته الصخب والعنف , حيث ألقى خطابا في مراسيم تسليم الجائزة , أعلن فيه إن مشكلات القلب الإنساني في صراعه مع نفسه وحدها تستطيع إن تصنع كتابة جيدة لان هذا وحده يستحق ان نكتب عنه ويستحق العناء والعرق .

قام فوكنر بمحاولة ذكية وبارعة تنم عن الشجاعة الأدبية والثقة بالنفس تلخص بقيافة باجتراح عالمه الروائي الخاص به , فجل روايته تتناول الشخصيات ذاتها التي تتمحور حول أسرة الـ كومبسون , حيث يتكرر ورود هذه الشخصيات في أعماله كلها وكأن رواياته العديدة إنما تمثل عالما روائيا واحدا تتباين فيه الإحداث وان تشابهت الشخصيات وهذه الأحداث على تباينها إنما تكمل بعضها بعضا في إطار الصورة ذاتها , وقد أطلق على مدينته هذه اسم يوكناباتاوفا ( yoknapatawpha) وهي مقاطعة في المسيسبي مساحتها 2400 ميلا مربعا وسكانها البيض 6298 نسمة وسكانها السود 9313 نسمة ووليم فوكنر هو مالكها الوحيد وعاصمتها هي جيفرسن .


لقد تخطى فوكنر بأسلوبه المتفرد وجملته الطويلة الصعبة وبتقنية تيار الوعي على الخط الفوكنري المتفرد التقاليد المعتادة في كتابة الفن الروائي وتخطى الإكلاسيكية المتعارف عليها ليرقى بذلك إلى مصاف كبار الكتاب العالمين الذين كسروا القيود الرتيبة وانطلقوا انطلاقة الحصان الجامح في رحاب المروج الخضر الفسيحة . انه وليم فوكنر وهذا وحده يكفي ..!


*أكاديمي عراقي


العــــــودة للصفحة الرئيسة - العدد الرابع

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا جزيلا دكتور على هذا المرور القيم دمت مبدعا وساحقا بعجلات فمك........ محبة موصولة

    ردحذف